الخميس، ١ نوفمبر ٢٠٠٧

التعليم الإبتدائى


التعليم الابتدائى









تعلم البدوى القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم بكتاب مسجد الخطباء فى القرية التى ولد ونشأ فيها " قرية الأكراد " ثم التحق بمدرسة أسيوط الابتدائية ، وأقام بالمدينة ، وكانت تجربته الأولى التى يعيش فيها بعيدًا عن أسرته ..

يعود فى الأجازات المدرسية إلى القرية ويقضى الليل فى الحقول ووسط الفلاحين وهم يحرسون الأجران ، يجلس معهم ويتندرون ويفيضون بأعذب الأحاديث والسير ، ويوقدون النار فى الدريس لعمل الشاى ويجذبون سمعه بحكاياتهم الشيقة ..

كان رجال الليل بأثوابهم الداكنة ومغطين رؤوسهم وأعناقهم بالملاحف ، مسلحين بأحدث طراز من البنادق يمرون عليهم ويجلسون يشربون الشاى ويقصون عن مغامراتهم فى الليالى السوداء وهم يسطون على العزب والمزارع الغنية لبعض الثراة ويحكون عن حوادثهم مع القرويين الذين يتأخرون فى الحقول والتجار العائدين من الأسواق ..

وفى المدرسة الابتدائية التقى البدوى بالشيخ صالح مدرس اللغة العربية والذى كان فى ذات الوقت يعطيهم حصة الدين ــ وهو كما يراه " مفكر سبق زمانه بزمان " ويعترف بفضله عليه حيث يقول عنه ..

" أول من أدين له ، لأنى أعتقد أن هذا الرجل هو أول من فتح قلبى لقراءة التراث العربى وكانت حصته من أحب الحصص إلى نفوسنا ، مع أنها كانت حصة الدين ، ولأن هذا الرجل كان بطبعه واسع الاطلاع ، فقد أخذ يحدثنا من كتاب السيرة لابن هشام عن الكثير من الوقائع التاريخية ويزيد هو عليها من براعته ومن نفسه المتفتحة وحبب إلينا الاستماع والتلهف إلى ما يأتى من الدروس .. كان يقص علينا السير .. بأسلوب أخاذ فى استفاضة وتطويل .. وكنا ننصت إليه خاشعين لطريقته فى الشرح .. وهو يبسط ذراعيه ويضمها طبقا لمقتضى الحال ، ومنه أخذنا نقرأ ونرجع فى شوق ولهفة إلى كل ما كان يشير إليه من هذه السير " ..

وجد البدوى نفسه يتجه إلى الأدب ينهل ويغترف منه بلا حدود وقد ساعده على ذلك وجود مكتبه فى البيت بعضها من التراث وبعضها من الأدب الحديث .. ويقول "كان من الطبيعى أن هذه القراءة ساعدتنى فى مواضيع الإنشاء التى كنت أكتبها فى المدرسة والخواطر التى كنت أسجلها فى كراستى الخاصة ، ومن الإعجاب الذى كنت ألقاه من جراء هذه الخواطر تكون عندى الإحساس المبكر بعملية الأدب " ..

==================

ليست هناك تعليقات: