الخميس، ١ نوفمبر ٢٠٠٧

صحيفة الشعب

صحيفة الشعب

تأثر الأديب والشاعر الكبير عبد الرحمن الشرقاوى فى مطلع حياته الأدبية بالبدوى ، وعنه يقول "رائدى فى كتابة القصة القصيرة فى مطلع حياتى الأدبية هو الأستاذ الكبير محمود البدوى الذى يعتبر بحق أول رائد للقصة القصيرة فى مصر
(1) " .
ولما أصدر الأديب والشاعر الكبير كتابه أحلام صغيرة "سلسلة كتب للجميع العدد 100 مارس 1956 أهداه للبدوى . ويقول فى الصفحة رقم 8 من الإهداء " .... أشرقت تجربة محمود البدوى تضىء أمام العين والفكر والقلب كثيرا من آفاق حياتنا المصرية المعاصرة ، وشعت من كلماته الصادقة تلك الحرارة الحلوة التى تعطى الدفء والنبض لكثير من الأشياء الصغيرة التافهة ....
إلى محمود البدوى ؛ الكاتب الجسور ، الذى علمنى منذ نشر مجموعته "رجل" فى سنة 1935 كيف أحب حياة الناس البسطاء ، وكيف أهتز لما فيها من روعة وعمق وشعر ..".
حفظ له البدوى هذا الجميل وأراد أن يرده فى الكتاب التالى مباشرة .. ويقول .. "ولكن الإهداء سقط فى المطبعة .. ولم أستطع أن أوفيه حقه إلا فى كتاب "السفينة الذهبية سنة 1971" وهو الذى حمل المخطوط إلى الدار وأنقذنى من ضيق مالى شديد ، وعندما تولى عبد الرحمن الشرقاوى الصفحة الأدبية فى الشعب .. وهو شاعر نابغة وأديب عظيم
(1) .. فطلب منى قصة .. وكنت أكتب فى ذلك الوقت وأنشر قصصا بصفة منتظمة فى مجلات دار أخبار اليوم "الجيل" ومعى الكاتب القصصى سعد مكاوى .. ولكن لم أستطع رد طلب عبد الرحمن لمكانته الأدبية وموضعه من قلبى ..
وكان سعد مكاوى قد انتقل بدوره وأصبح محررا فى جريدة الشعب أيضا .. وبدأ العدد الأول من الجريدة بنشر قصة له .. ونشرت أنا قصة مثلها فى العدد الثانى(2) .. وهكذا أخذت أنشر فى الشعب ..
ووسع عبد الرحمن الشرقاوى من دائرة الكتاب فى الصفحة الأدبية ، فأخذ ينشر فيها عبد الحليم عبد الله .. وسعد حامد وغيرهما .
وفى جريدة الشعب التقيت بمحمود يوسف لأول مرة وقربنى منه الصفاء الذى وجدته فى معدنه .. وكلما مرت الأيام ازددت منه ألفة وصحبة .
ونشرت فى الجريدة قصة ، أصف فيها البطلة فى موقف من مواقفها "بأنثى الأسد"
(1) .. فأهاج ذلك القارئات والمصونات منهن على الأخص ، فوجدت عاصفة وأنا داخل الجريدة .. وتلقانى محمود يوسف ومحمود حنفى (منفذ الصفحة) بابتسامة متألقة .. وطيبا خاطرى .. كما وجدا الامتعاض على وجهى من ذلك الهياج الذى لا مبرر له ، وعلمت أن محمود حنفى "المسئول" دافع عن الكلمة بحرارة .. وطلب من المعترضات أن يأتين بكلمة بديلة تعبر عنها فى مثل دقتها ، فعجزن .. فالساقطة والمنحرفة والشهوانية .. كل هذه الكلمات لها معنى آخر .. لا تعبر عنه الكلمة التى نحن بصددها وما لازمها من وصف فى القصة(2) .

(1) ص. الجمهورية 10/8/1977 .
(1) م. الثقافة مارس 1975 .
(2) قصة جسر الحياة ــ ص. الشعب العددين الثانى والثالث فى 5و6/ 6/1956 .
(1) قصة "درس" ص. الشعب 29/6/1956 .
(2) م. الثقافة ــ العدد 89 فبراير 1981 .

ليست هناك تعليقات: