الخميس، ١ نوفمبر ٢٠٠٧

الأدب والسياسة

الأدب والسياسة
يقول البدوى ...
"العالم يحترم الأديب الذى يكتب عن الإنسان .. الأديب الذى ليس له مذهب سياسى ، لأن الأدب الموجه يموت بسرعة .. إن الأديب الحقيقى .. "رسول" فى أعماقه .. رسالته تكاد تتساوى مع رسالة الأنبياء " و" عليه أن يبحث عن الحقيقة ويجلوها للناس .. وينشر الخير والجمال والحب .. ويدافع عن المظلوم والمحروم والبائس وكل من تقسو عليه الحياة... ".

" وأستطيع القول إن الأديب والمثقف بالتبعية ، لا يجب أن ينتمى لحزب ما قط ، وإذا قدر له أن ينتمى ، فيجب أن يجعل جدارًا سميكا بين إبداعه الحر ونشرات حزبه السياسى ، وألا يجب أن تتدخل السياسة فى الإبداع فتوجهه وجهة رسمية وإلا أصبح ما يكتب فى حكم ( الدعاية ) . وعلى سبيل المثال ، لقد عشت فترة موسولينى ، وتابعت الكتابات التى أيدته أو عارضته أو حتى من وقفت موقفا محايدا ، الآن أستطيع أن أقول لك .. إن جميع من كتب عن موسولينى أوله سقط ، إن شبح الزعيم السياسى يحرق معه كل مؤيديه .. الأديب لابد أن يدافع عن فكرة ، لكن الدفاع عن فكرة إنسانية شىء والدفاع عن إيديولوجية حزبية ــ مهما كانت ــ شىء آخر ..

يجب أن يكون إخلاصنا للفن أولا .. فلنترك موسولينى ولنتحدث عن أديب يحاول أن يكتب ضمن شخصياته عن شخصية اليهودى ، إننا إذا حاولنا إبراز هذا اليهودى بشكل منفر ، يمكن أن يحدث أثرا معاكسا فى القارئ فيفعل العكس .. وهنا ، فيجب أن أفرق دائما بين كتابة الأدب الهادف وكتابة الدعاية الموجهة .

" إن كل كتب الدعاية التى كتبت عن الألمان ، انتهت بعد سقوط الألمان ، كما أن كتب الدعاية التى كتبت عن الحرب العالمية الثانية بواسطة الإنجليز أو الفرنسيين انتهت بعد انتهاء الحرب ".

" فالسياسة شىء والأدب شىء ، إن هيمنجواى تطوع فى الحرب الأهلية بجسمه ونفسه ، فهل رجع وكتب ضد من حارب معهم .. أبدا فهو تطوع ليرى الحرب كفنان ، فلا هو أسبانى ولا أى علاقة له بالأسبان ، فقط ليرى الحرب ويزاولها بأظافره ..
وافترض معى أننى ضابط بالجيش أيام نكسة 67 وعائد من موقع ما فى الصحراء، فشاهدت إسرائيليا فى النزع الأخير ينزف دمه ــ هل أطعنه بالسونكى أم أطلب له الإسعاف ؟ ( موجها السؤال لمحاورة الأستاذ علاء عريبى ) .

أنا كنت عسكرى "بعكوك" وخدمت بعد كامب ديفيد ، فلا أعرف .

ضاحكا .. الإسعاف طبعا فالمذهب لا يدخل فى الكتابة أبدًا ، فأنا بعدت عن السياسة لأنها تفسد الأدب " .

" لا أحب السياسة ، أنا شخص حساس ومرهف الحس ، وإن دخلت فى دوامة السياسة سيتعطل عملى وإنتاجى ، ولا مفر أمام الفنان من الابتعاد عن العمل السياسى بكل صورة من صوره".
============

ليست هناك تعليقات: